شخصاً بسيطاً يجسد كل قيم الإنسان البسيط من كرم وتفان وتحمل مسؤولية وحب للجميع
كان لاعباً ناجحاً وممن الممكن له الإلتحاق بأي نادي في أي دولة، والتخلي عن الثورة والشعب ليهتم بمستقبله الشخصي ….. ولكنه آثر خدمة أهله ووطنه،  لأنه لم يرى مستقبلاً له بمعزل عن مستقبل شعبه

مغنياً ذا صوت شجي وهذا لوحده قادراً أن يحرف الكثيرين غيره عن مسار الثورة….. ولكنه إستخدمه خدمة للثورة

تسلم قيادة على مدى أيام الثورة بوقت تكالبت الكثير من القوى الخارجية بالعمل على حرف كوادر الثورة واستمالتهم مادياً كما استهوت غيره ….. ولكنه لم ينحرف ولم تستهويه المادة،  ولم يرى ثراءه الشخصي على حساب عذابات الشعب، يمكن أن يُغني عن العمل لانقاذ شعبه

كانت القيم التي ضحى من أجلها أكبر عنده وأغلى من كل تلك المغريات التي عُرضت عليه فمن هو ذلك الشخص الذي شكل رمزاً وجمع حبه كل السوريين بصرف النظر عن انتماءاتهم وخلفياتهم الإيديولوجيه

لقد كان الساروت ذلك الإنسان المسلم العربي  السوري الذي انتفض على كل أشكال القهر والظلم الممارسة بحق السوريين، فقد انتفض على الطائفية والمحسوبية والمصلحية وووووو،  تلك القيم التي أُجْبَرَ الشعب السوري أن يتربى عليها لتصبح جزءً من بناء شخصيته وتركيب نفسيته،  لقد استطاع هذا الشاب بتربيته الصالحة غير المعقدة، المحافظة على الفطرية في كل سلوكاته وأهدافه،  لذلك لم تستميله المغريات التي كان يحاربها كردّة فعل من داخله،  على الواقع السوري المعاش، كما أنه هو من كتب رغم صغر سنه، ونحن من يجب عليه القراءة، فقد كتب الوطنية والإعتدال والزهد والإيثار
فقد كان ذلك السوري الذي جسّد فكر  الجميع دون أدلجة
وجسّد القيادة دون فوقية وتعالٍ
وجسّد الإيثار والتضحية دون منّة
وجسّد الرمزية دون خصوصية وميزات
فهل ستنجب الثورة ظاهرة أخرى  ؟


محمد بﻻل العطار. خاص

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *