
القس جوزيف إيليا
لمْ يبقَ لكَ اليومَ
سوى أنْ تنسى
وتعيرَ زنابقَ ذهنِكَ للصّحراءِ
تهشِّمُ أضلعَها
وترُشُّ عليها رملًا يخنُقُها
وبها لا تتركُ روحًا أو حِسّا
لمْ يبقَ لكَ اليومَ
سوى أوراقٍ صفراءَ ممزَّقةٍ عاجزةٍ أنْ تحضُنَ ما تكتبُهُ
عن عرسٍ بخيالِكَ ينجبُ عُرْسا
وسوى قارورةِ طِيبٍ مهمَلةٍ
في زاويةٍ معتمةٍ صامتةٍ خَرْسا
وسوى سيجارةِ وهمٍ
ترشُفُها منكسرًا في صمتٍ
وبمعوَلِها هي تحفِرُ في صدرِ صباحِكَ رَمْسا
لا شيءَ لكَ اليومَ
فلا عصفورٌ يأتيكَ
ولا أشجارٌ تزهرُ في بستانِكَ
ما أشقاكَ
وأنتَ لحربِكَ لمْ تصقُلْ أسيافًا تحميكَ
ولمْ تصنعْ لكَ فيها تُرْسا
ما أشقاكَ
وتاريخُ حياتِكَ يمضي مختفيًا
تحملُهُ سفنٌ تائهةٌ
لشواطئِ نارٍ لا تحوي مَرْسى
فلماذا تركبُ خيلَكَ ؟
دعْها
وامشِ على رجليكَ
فلمْ يبقَ لكَ اليومَ
سوى أنْ تنسى ما كانَ
وما سوفَ يكونُ
وعِشْ منتعِشًا بخمورِ غيابِكَ
والْبِسْ أرديةَ الموتى كي تنسى