أحمد قاسم – خاص

الكثير من السياسيين والكتاب السوريين يتظاهرون على أنهم لم يثيروا النعرات الطائفية، لكن في حقيقة الأمر نحن نواجه أعنف صراع طائفي على الأرض، وذلك من إيران مرورا بالعراق وسوريا إلى لبنان وصولا من دون الإنتهاء الى اليمن… حروب طاحنة، عداوات عميقة، ثقافة الثأر تنخر الأدمغة بحيث لا يمكن أن تتعايش تلك الطوائف وخاصة (الشيعة والسنة) تحت مظلة واحدة وحكومة تساوي بينهما بالعدل والإحسان.. نرى في لبنان، ومنذ إتفاق طائف وحتى اليوم حزب الله البناني الشيعي المدعوم من إيران أصبح دولة بحد ذاته أقوى من الدولة في امتلاكه للمال والسلاح والقرار… في سوريا حيث تم ابتلاع البلاد كلها من قبل الشيعة والعلويين ويتم تنفيذ التغيير الديمغرافي لتهيئة البلاد جغرافيا وديمغرافية نحو التقسيم الطائفي وقد يكمل عليه عرقيا أيضا، فلا أعتقد أن السنة ستستطيع العيش مع الشيعة والعلويين بعد كل هذه الجرائم بحق بعضهم ، لنمر الى العراق، حيث تشكلت العشرات من المجموعات والكتائب المسلحة من الشيعة خارج سيطرة الدولة وهي تؤتمر بأوامر ولاية الفقيه وتكيد لهم السنة كيدا بحيث لم يعد هناك إمكانية التعايش السلمي وسريان النظام الديمقراطي المنشود…. واليمن التي تعاني من حروب طاحنة بين السنة والشيعة إضافة إلى أن هناك العشرات من مناطق التوتر القابلة للإشتعال… بكل أسف هذه هي الحقيقة التي تتهرب منها النخبة والكتاب السوريين لعدم الخوض بتفاصيل هذا الصراع القاتل، وبالتالي، تبقى بؤر التوتر مهيئة للتدخلات الخارجية والدولية لقلب الخلاف العقائدي إلى صراع مسلح ويكون تلك التنظيمات المسلحة القائمة عونا لتلك التدخلات… المنطقة أسيرة تلك الخلافات وشعوبها ضحايا لتلك الحروب بالوكالة التي تدمر البلاد وتبيد العباد وتهجر الناس نحو المجهول…. الشيعة والسنة تتحمل نتائج كل هذه الحروب وعلى من لا يؤمن بهذا الصراع عليه أن يرفع صوته عاليا في وجه من يفعل ويتفاعل مع الفتنة والصراع الطائفي وضد الإسلام السياسي بشقيه الشيعي والسني إضافة الى المذاهب الأخرى إن ذهبت بنفس الإتجاه… لا يمكن أن يبقى شعوبنا أسيرة لتلك الصراعات المدمرة، علينا البحث عن حلول مجدية لهذه الآفة ونخلص البلاد والعباد من هذا الجنون القاتل… أما تغاضي الطرف عن هذه الحقيقة بحجة أننا يجب أن لا نثير مثل هذه النزاعات الطائفية ، فالنزاع قائم على أشده ويحصد الإنسان من كل الطوائف.. علينا البوح بالحقيقة ومواجهتها كمن يواجه السرطان بالإستئصال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *