ترجمة من الانكليزية: محمد صالح شيخو

هناك نحو مليوني كردي في محافظة خراسان، المنحدرين من الذين رُحّلوا إلى المحافظة الإيرانية ( خراسان ) في القرن السابع عشر، وقد حظرتهم القبضة الحديدية القاسية لطهران من التعبير عن ماضيهم الكردي، وهذا ما ورد وفقاً للمنظمة التي تحاول تسليط الضوء على محنتهم. يقول أفراسياب شيكوفته، المؤسّس المشترك لمؤسسة لندن الكرمانجية لأهل خراسان: “لا يزال وجودهم مجهولاً إلى حد كبير , ولا يُسمح للأكراد الخراسانيين أن يتعلموا لغتهم الأم” كما يقول ” حتى أن الأكراد في خراسان ليس لديهم ولو مدرسة ابتدائية واحدة بلغتهم الأم.”

ينحدر أكراد خراسان من أجدادهم الذين ظلوا محايدين إلى حد كبير في الحرب بين الصفويين الفرس والأتراك العثمانيين في القرن السابع عشر. ولأنهم يعيشون على الحدود، فقد تم ترحيل حوالي 50000 منهم باتجاه الشرق إلى خراسان لمنعهم من التحالفات المحتملة مع العثمانيين. بعد أربعة قرون، ورغم كل الصعاب، حافظ أكراد خراسان على لغتهم وتقاليدهم وثقافتهم، رغم عزلهم عن بني جنسهم من الكرد في مناطق إيران الغربية ، فإنهم مازالوا يتحدثون الكرمانجية، اللهجة الكردية , التي يتحدث بها أكثر من 20 مليون كردي، تحديداً في تركيا. وفي الوقت الراهن إيران هي لغة واحدة ، دين واحد ، بلد أمة واحدة”، يقول شيكوفته ، بعض الأكراد في خراسان، كما الكاتب والشاعر علي رضا روشان، خاطر المضايقات والسجن للتعبير عن الهوية الكردية الخاصة بهم. وقد احتُجِز في سجن إيفين السيئ السمعة بطهران منذ أيلول 2011. ويذكر تقرير سويدي بأن روشان متهم بالانتماء إلى جماعة الأقلية المعتزَلة ( أو الشاذة ) ، تدعى “Gonabadi” وكان قد أُدين بموجب قانون العقوبات الجزائي الإيراني الإسلامي للتواطؤ بقصد الإخلال بالأمن الوطني.

” ويوضح شيكوفته ” إن الوضع في خراسان صعب جداً للكُتّاب ، و إن رقابة الحكومة الإيرانية تمنع الأكراد في خراسان من إجراء اتصالات مع الأكراد الآخرين في كردستان.” يقول شيكوفته : وليس لدى أكراد خراسان صحافة كردية خاصة، ولا تلفزيون أو إذاعة بل أنهم الأكراد يعتمدون على الإنترنت للحفاظ على الروابط مع الأكراد الآخرين في جميع أنحاء العالم والبقاء على اطلاع على القضايا الكردية. وحسب رأيه، فإن جيل الشباب من أكراد خراسان يحرص على معرفة المزيد عن ماضيه الكردي، ولكنه يواجه عقبات وُضعت من قبل السلطات الإيرانية. “إن الإيرانيين يعدوننا أقلية عرقي , ويقولون لا يوجد هناك أكراد ، ولكن هناك أكراد ” يقول شيكوفته. وهناك الكثير مثل ملايين الكرد في المناطق الغربية لإيران، فإن الأكراد في خراسان ليس لديهم الحق في تشكيل المنظمات الاجتماعية، أو التعليمية ومنظمات المجتمع المدني.

وكانت منظمة شيكوفته في بداية تأسيسها مجرد جمعية ثقافية للأكراد الخراسانيين، لكنها تحولت فيما بعد إلى منظمة سياسية في عام 2009. وشيكوفته يعترف بأن إدارة منظمة خارج لندن لها تأثير أقل مع أكراد خراسان مقارنة بمنظمة على أرض الواقع. و يضيف “لكونها مبنية في خراسان ستجلب المزيد من التغيير، نتمنى أن يتحقق هذا في وقت ما في المستقبل، و أن تتواجد هناك في المنطقة.” يقول شيكوفته: أنه يأمل في رفع مستوى الوعي عن أكراد خراسان في المؤتمر الوطني الكردي، الذي يخطط لجمع كل الجماعات الكردية في جميع أنحاء العالم في أربيل هذا العام. ويقول لم تُدعَ أكراد خراسان إلى المؤتمر، ولكن تم الوعد بدعوتهم بعد تقديم شكوى.

حتى بالنسبة للعديد من الأكراد، يقول شيكوفته ، فإن أكراد خراسان يبدون وكأنهم لغز. أدرك شيكوفته ذلك في مؤتمر صحافي عقده في لندن في عام 2009، حيث سُئِل أسئلة حولهم لمدة أربع ساعات من قبل المشاركين. وعلى الرغم من القيود الرسمية، يقول شيكوفته فإن أكراد خراسان لا يزالوا يواصلون تقاليدهم، يتحدثون بلغتهم، ويرتدون الأزياء الكردية، و يحتفلون بعيد النوروز وعقد حفلات الزفاف والجنازات بالأزياء الكردية التقليدية.

تنويه: التقرير منشور في موقع روودا باللغة الانكليزية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *