اندلع حريق كبير منتصف ليل أول من أمس في سوق شعبي على
سقف نهر أبو علي، بمنطقة التبانة في طرابلس شمال لبنان، ما أدى إلى إصابة 6
من رجال إلاطفاء بحالات اختناق وحروق، وعمل الأهالي وفوج إطفاء المدينة
والدفاع المدني وورش البلدية، على إطفاء النيران التي التهممت 215 محالا
وبسطة، في فترة زمنية قصيرة وفق شهود عيان، إضافة الى انفجار سيارة طالها
الحريق. فيما عمل جهاز الطوارئ والإغاثة في الجمعية الطبية الإسلامية على
إسعاف المصابين ميدانيا.
وتابع رئيس الحكومة البنانية سعد
الحريري وقائع الحريق، وأعطى توجيهاته لكافة أجهزة الدفاع المدني والإطفاء
والأجهزة الأمنية وبلدية طرابلس والهيئة العليا للإغاثة، “للتحرك الفوري
لتحديد الأسباب وحصر الأضرار وتقديم كشوفات في الخسائر التي حلت بأصحاب
البسطات، وجلهم من أهلنا أصحاب الدخل المحدود والساعين إلى رزقهم اليومي من
السوق”.
وأوفد الحريري الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير، للوقوف على الكارثة التي حلت بالسوق واتخاذ الإجراءات السريعة التي تكفل تحديد الخسائر والأضرار بالتنسيق مع البلدية والجهات المختصة.
وجال عضو كتلة “المستقبل” النائب سمير الجسر، في منطقة الجسر، مطلعا على الأضرار التي خلفها الحريق، واستمع إلى أهالي المنطقة على تفاصيل ما حدث. وأبدى أسفه لحجم الخسائر التي خلفها الحريق، “وأتوقع أن تكون عملية التعويض سريعة خاصة وان الجيش اللبناني باشر من الكشف عن الأضرار”.
كما تفقد رئيس بلدية طرابلس أحمد قمرالدين الأضرار التي طالت سوق مشروع سقف النهر والتقى أصحاب المحال والأهالي في المناطق المحيطة واستمع إلى معاناتهم والاضرار التي لحقت بهم. وطلب من الجهات القضائية والأمنية والشرطة البلدية، “إجراء التحقيقات اللازمة لمعرفة اسباب الحريق، ليصار بالتالي إلى إتخاذ الإجراء القانوني المناسب”.
وغرد الرئيس نجيب ميقاتي عبر “تويتر”، قائلا: “نعبر عن تعاطفنا مع المتضررين من الحريق. وندعو السلطات المختصة لا سيما الهيئة العليا للاغاثة الى الوقوف الى جانب الاهالي واتخاذ الاجراءات المناسبة لاخراجهم من محنتهم”.
وقال وزير الدولة لشؤون تكنولوجيا المعلومات عادل افيوني: “الحريق مؤلم والأضرار الكبيرة التي تكبدها التجار الكادحون من ذوي الدخل المحدود كارثة. تحية الى رجال الإطفاء والدفاع المدني الشجعان الذي اخمدوا الحريق وعلى أمل في ان تبادر هيئة الاغاثة الى تعويض المتضررين سريعا وان يعود السوق الى سابق حاله في أسرع وقت”.
وأعلنت وزيرة الدولة لشؤون تمكين المرأة والشباب فيوليت خيرالله الصفدي عبر “تويتر” أنها “اتصلت باللواء خير “واكد لي انه، وبناء على توجيهات الرئيس الحريري، يتابع الأمر بشكل حثيث وسيعاين الاضرار ويقف على حاجات الأهالي”.
وتابعت: “نحن من جهتنا سنتابع مع الهيئة العليا للاغاثة كي نرى معهم كيفية ترميم واصلاح الاضرار”. وقالت: “كأنه لا يكفيهم هموم الحياة اليومية، ليأتي الحريق ويشردهم. نناشد الهيئة العليا للاغاثة التعويض على المتضررين في أسرع وقت ممكن”.
ودعا النائب محمد كبارة الى “المسارعة بتقديم المساعدة لأصحاب البسطات التي احترقت”، مشددا على ان “مئات العائلات أصيبت بنكبة جراء الكارثة التي حلت بهم”. وطالب بـ “اتخاذ اجراءات سريعة لتأمين حماية اجتماعية سريعة لهذه العائلات”. وناشد رئيس الحكومة “إعطاء توجيهاته لتحرك الهيئة العليا للاغاثة لتعويض اصحاب البسطات الخسائر التي اصابتهم”.
وقال رئيس تيار “الكرامة” النائب فيصل كرامي: “استيقظت طرابلس اليوم على كارثة في منطقة جسر أبو علي ونحمد الله ان الأضرار اقتصرت على الماديات، كما نحيي اندفاع المواطنين الذين سارعوا إلى اطفاء الحرائق. والمطلوب الآن تحقيق شفاف وعاجل وتعويض الناس عن الاضرار التي لحقت بأرزاقهم”.
وعبر مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، عن بالغ حزنه وألمه وتضامنه الكامل مع الأسر المنكوبة، في الحريق “الذي أصاب منطقة عزيزة من طرابلس، والكارثة التي ألمت بأصحاب المحال والبسطات”، ووجه نداء إلى المسؤولين المعنيين لـ”الاضطلاع بواجباتهم، وبذل كل الجهود الممكنة تجاه المنكوبين وجلهم من الكادحين فيعوضوا عليهم حتى لا تجتمع عليهم مصيبتان: الحريق وفقد أسباب الرزق، وعدم القدرة على العمل”.
كما تمنى القيام بـ”التحقيق الفوري وإعلان المسؤوليات، سواء في ما يتعلق بأسباب الحريق أو أوجه القصور أو التقصير في إخماده بالسرعة اللازمة”.
الحياة