تزداد حالة الفلتان الأمني في المناطق المحررة، سواءً في محافظة إدلب، أو في مناطق درع الفرات وغصن الزيتون. ويتمثّل الفلتان الأمني بجرائم تتمُّ عبر اختطاف المدنيين ، وعمليات سرقة وقتل، إضافةً إلى تفجيرات يذهب ضحيتها المدنيون المسالمون.
ولعل آخر هذه الجرائم البشعة، هي جريمة قتل وتعذيب المربية السوريّة سوزان دير كريكور، والتي تمّ العثور على جثتها مرميّةً في أحد بساتين قرية اليعقوبية شمال مدينة جسر الشغور، وذلك بتاريخ 10/07/2019م. وتبيّن من تقرير الطبابة الشرعية في المنطقة، أنّ المغدورة والتي تجاوز عمرها الستين عاماً تعرّضت للتعذيب الجسدي والاغتصاب والقتل، إضافة إلى عملية سرقة.
هذه الجريمة البشعة ينبغي ألّا تمرّ بدون عقاب لمرتكبيها يتساوى مع فداحتها، وهي عمليّةٌ ليست غايتها السرقة فحسب، بل هي جريمة كان يراد منها إثارة فتنة بين أهالي المنطقة، الذين كانوا ولا يزالون يتعايشون كأخوة دون أي مشاكل فيما بينهم، بل على العكس من ذلك كانت العلاقات فيما بينهم تتسم بروابط الأخوة والتضامن الاجتماعي.
هذه الجريمة لا يستفيد من وقوعها سوى النظام الاستبدادي الأسدي، ولذلك ينبغي منع وقوع مثل هذه الجريمة التي تتسبب في خلخلة صمود أهلنا في المناطق المحرّرة.
إنّ حالة الفلتان الأمني تقف وراءها فصائل وجماعات مسلحة ذات اتجاه ديني متطرف، وهي جهات لا تنتمي للشعب السوري، بل هي مجموعات من عناصر أجنبية دخلت البلاد في زمن تخلخل الحالة الأمنية التي سببها عدوان وبطش النظام الأسدي على شعبنا السوري، جماعات ترفع شعارات دينية متطرفة لا علاقة للشعب السوري بها. ولذلك ينبغي التركيز على طرد هذه الجماعات عن التراب السوري، إذ أنها تخدم أجندات الإرهاب الدولي الذي تمثّله القاعدة.
إننا في اتحاد الديمقراطيين السوريين .
إذ نستنكر وندين بشدّة الجريمة البشعة التي راحت ضحيتها مربّية الأجيال المعلمة سوزان دير كريكور وباقي الجرائم التي يتعرّض لها المدنيون، نطالب في الوقت ذاته السلطات المحلية في المناطق المحررة بتحملّ مسؤولياتها بالكشف عن المجرمين وجرّهم إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل، كي يرتدع كلُّ من تسوّل له نفسه بالعبث بحياة السوريين الآمنين، وكي تنعم المناطق المحرّرة بالأمان والاستقرار الذين يدعمان صمودها في وجه العدوان الذي تتعرض له.
الرحمة والسلام على روح المربية المغدورة سوزان دير كريكور
العار لقتلتها المجرمين
المجد للشعب السوري الصابر
18/07/2019