منذ منتصف نيسان الماضي تقوم قوات نظام الأسد ، مدعومة بقوات حليفها الروسي باستهداف محافظة أدلب والريف الشمالي من حماة، ساعيةً كعادتها إلى استعادة السيطرة على المناطق التي حررتها فصائل المقاومة منذ آذار 2015 ، ولتحقيق هذا المسعى لم يتوان النظام الأسدي والداعم بوتين من استخدام أشد وسائل الدمار والقتل وحشيةً وقذارة، كما لم يردعهم أي رادع إنساني حيال استهدافهم كافة أشكال البنى التحتية، بما فيها المستشفيات وكافة المراكز الطبية ودور العبادة، فضلا عن استهدافهم اليومي للمباني السكنية في معظم البلدات والقرى.
وفي صبيحة هذا اليوم (الاثنين الموافق ل 22 – تموز 2019 )، قامت الطائرات الروسية بارتكاب مجزرة مروعة في مدينة معرة النعمان، وذلك من خلال استهداف سوق شعبي مكتظ بالمواطنين، ما أدّى إلى مقتل العشرات من المواطنين المدنيين، وإصابة العديد بجراح، إضافة إلى عدد من الضحايا مازالوا تحت الأنقاض.
إن استمرار نظام الأسد وحليفيه ( الروس والإيرانيين ) على ارتكاب مثل تلك المجازر بحق السوريين، ليس إلّا حرب إبادة حقيقية، تزهق كل يوم أرواح المدنيين العزّل، من الأطفال والنساء والشيوخ، وذلك على مرآى ومسمع العالم أجمع، الأمر الذي يؤكد بوضوح لا لبس فيه، ليس تقاعس المجتمع الدولي فحسب، بل تواطؤ كبير من الدول العظمى، والمنظمة الأممية، وذلك جراء عدم قيامهم بمسؤولياتهم الأخلاقية والقانونية حيال الإبادة التي يمارسها نظام الأسد والروس بحق السوريين.
ومما هو غني عن القول، إن اشتداد شراسة بوتين والأسد، وإقدامهما على هذه الجريمة البشعة بحق مدينة معرة النعمان، إنما هو في جزء كبير منه ، ردّة فعل مخزية وجنونية، لإخفاقهما في كسْر إرادة الثوار، وتحقيق تقدم على الأرض، وكذلك نتيجة لصمود أهلنا في ادلب وحماة في مقاومة العدوان، والدفاع عن أرضهم وبيوتهم وأعراضهم، بكل بسالة وشجاعة، الأمر الذي دفع قوى العدوان والشر الاسدية البوتينية إلى الانتقام – كعادتهم – من السكان المدنيين الآمنين.
إننا – في التجمع الديمقراطي السوري – إذ نعلن إدانتنا واستنكارنا الشديدين لهذا العدوان والإجرام، معلنين وقوفنا بكل ما نملك مع أهلنا في ادلب وحماة وكافة المدن السورية، فإننا في الوقت ذاته نتوجه إلى كل أصحاب الضمائر الحية في العالم لنؤكد لهم أن ما يجري بحق السوريين من جرائم هو عار تتحمله الإنسانية، وكذلك هو امتحان أخير لنداء القيم الإنسانية في دواخلكم، مؤكدين في الوقت ذاته على المسؤولية التي تتحملها بشكل خاص الدول الراعية لمسار أستانا، وكذلك المسؤولية التي تتحملها كافة وفود المعارضة السورية المشاركة في عملية التفاوض مع القاتل الروسي – الأسدي، إذ ينبغي عليهم الإعلان عن إيقاف كافة أشكال التفاوض ، هذا ، إن كانوا يملكون بقية من إنتماء إلى سورية الثورة.
المجد والخلود لأرواح الشهداء
التجمع الديمقراطي السوري ( 22 – 7 – 2019 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *