واصلت مليشيات النظام الروسية، قصفها المدفعي والصاروخي، لمناطق المعارضة في إدلب وحماة وحلب واللاذقية. واستمر الطيران، الحربي والمروحي، بارتكاب المجازر ضد المدنيين، في موجة عبثية جديدة من البربرية تستهدف الأسواق الشعبية لإيقاع أكبر قدر من الضحايا، بحسب مراسل “المدن” خالد الخطيب.
ضواحي حلب
استهدف
قصف المليشيات البري ريفي حلب الجنوبي والغربي ومنطقة الضواحي الواقعة تحت
سيطرة المعارضة، وكذلك القرى والبلدات القريبة من خطوط الاشتباك في حماة
وادلب واللاذقية. وتوقف الطيران الحربي عن التحليق وتنفيذ الغارات بعد
منتصف الليل، في حين واصل طيران الاستطلاع تحليقه بكثافة، وردت المعارضة
بقصف مواقع المليشيات بصواريخ غراد.
قصف المليشيات، المدفعي والصاروخي، استهدف بلدات عين جارة والهوتة وكفر داعل، والجمعيات السكنية في ضواحي حلب الغربية؛ المنصورة وخان العسل وجمعية الكهرباء والراشدين. وطال القصف أيضاً الضواحي الشمالية، في حريتان وأسيا وأطراف الملاح. وقتل في القصف ثلاثة مدنيين على الأقل. وشهدت جبهات حلب اشتباكات متقطعة بين المليشيات والمعارضة في محاور متعددة، وكانت المواجهات الأعنف في جمعية الزهراء شمال غربي المدينة وفي محور الراشدين.
حماة الشمالي واللاذقية
وشهدت
قرى وبلدات ريف حماة الشمالي قصفاً صاروخياً، وبمدفعية الدبابات، نفذته
المليشيات المتمركزة في الحماميات والشيخ حديد وكفر هود. وطال القصف قرى
الجبين وتل ملح ولطمين والزكاة. وفي جبهات سهل الغاب جرى قصف متبادل
بالهاون والدبابات بين الطرفين. وشهدت خطوط التماس اشتباكات متقطعة،
واستهدفت المعارضة طائرات الاستطلاع بالرشاشات المتوسطة.
واستهدفت المليشيات بقصفها البري قرى ريف جسر الشغور الغربي، من بينها بداما، وامتد القصف إلى مواقع المعارضة في جبلي التركمان والأكراد في ريف اللاذقية الشمالي.
رد المعارضة
واصلت المعارضة
المسلحة والتنظيمات الإسلامية قصفها، واستهدفت مواقع مليشيات النظام
الروسية في محيط ادلب، وزاد عن 50 عدد المواقع العسكرية التي استهدفتها
المعارضة بنيرانها الثقيلة والموجهة، وأوقعت خسائر كبيرة في صفوف
المليشيات.
مدير المكتب الإعلامي في “الجبهة الوطنية للتحرير” محمد رشيد، أكد لـ”المدن”، أن المعارضة ستواصل حملة القصف التي بدأتها ظهر الاثنين، رداً على المجازر التي ارتكبتها المليشيات بالقصف الجوي والبري الذي استهدف المدنيينن. وبحسب رشيد، استهدفت فصائل “الجبهة الوطنية”، بصواريخ غراد طويلة ومتوسطة المدى، القواعد العسكرية الروسية ومواقع المليشيات الموالية لها في حماة واللاذقية وحلب، ومن بين المواقع المستهدفة، مطار حماة العسكري، ومطار جب رملة للمروحيات، والقاعدة الروسية في محيط مصياف، والثكنات العسكرية في جورين في سهل الغاب، وحققت الحملة نتائج جيدة من حيث الخسائر التي منيت بها المليشيات وفق رشيد، ونفى رشيد، استهداف التجمعات السكانية والمدنيين في حملة القصف.
روسيا تكذب
وكان
الطيران الحربي قد ارتكب مجزرة مروعة في معرة النعمان، الاثنين، راح
ضحيتها 39 مدنياً على الأقل، وقتل 7 مدنيين في سراقب بقصف جوي مماثل، وقتل
مدنيان في بلدة كفر وما بقصف بالبراميل المتفجرة نفذه الطيران المروحي،
وقتل ثلاثة مدنيين في بلدة الكستن، ومدني آخر في بلدة بداما، وقتل مدني في
كفرنبل، وقتل شخص في بلدة أورم الجوز.
ووصل عدد القتلى المدنيين إلى 54 قتيلاً. وزاد عن 100 عدد الغارات الجوية التي نفذها الطيرانين الحربي والمروحي، الاثنين، استهدفت أكثر من 50 قرية وبلدة وموقعاً في أرياف اللاذقية وادلب وحماة وحلب.
ونفت وزارة الدفاع الروسية في بيان، الاثنين، المعلومات حول شن ضربات جوية على سوق شعبي في معرة النعمان، وجاء في البيان: “ادعاءات ممثلين مجهولي الهوية من تنظيم الخوذ البيضاء الممول من قبل بريطانيا والولايات المتحدة بشأن شن طائرات القوات الجوية الفضائية الروسية ضربة على سوق في بلدة معرة النعمان بمحافظة إدلب ليست إلا خبراً زائفاً” وأضافت “لم ينفذ طيران القوات الجوية الفضائية الروسية أي مهمات في هذه المنطقة بالجمهورية العربية السورية”.
مدير المكتب الإعلامي في “الجبهة الوطنية” محمد رشيد، أكد لـ”المدن”، أن روسيا تكذب، وطائراتها هي من نفذت المجازر، وتم رصد إقلاع الطيران الروسي وتحركاته في أجواء ادلب خلال وقوع المجازر من قبل وحدات الرصد والاستطلاع التابعة لـ”الجبهة الوطنية”، وفق رشيد.
القائد العسكري في “جيش العزة” العقيد مصطفى بكور، أكد لـ”المدن”، أن روسيا تستبق عقد الجولات التفاوضية بالمجازر الكبيرة، وهذا جوهر السياسة الروسية المتوحشة في التحضير للمفاوضات، حيث يتم عن طريق المجازر الضغط على الطرف الآخر للقبول بتقديم التنازلات مقابل وقف المجازر وقصف المدنيين. والهدف من القصف أيضاَ وفق بكور، تحقيق مكاسب أخرى في المفاوضات المقبلة، والتغطية على قضية المعتقلين والمفقودين والانتقال السياسي وغيرها من متطلبات الشعب السوري التي من المفترض أن تناقش في المفاوضات.
المدن