سلم وفد من حزب “القوات اللبنانية” اليوم (الخميس) الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش في “اسكوا” في بيروت رسالة من رئيس حزب “القوات” سمير جعجع موجهة الى الموفد الخاص للأمم المتحدة غير بيدرسون حول قضية المعتقلين والمخفيين قسرا في سجون النظام السوري.

وضم الوفد رئيس “لجنة متابعة قضية المعتقلين والمخفيين قسرا” في سجون النظام السوري” التي انبثقت من مؤتمر حزب “القوات اللبنانية” في معراب في ٩ أيار (مايو) ٢٠١٩ النائب السابق جوزف المعلوف، عضو اللجنة النائب السابق إيلي كيروز، رئيس جهاز العلاقات الخارجية الدكتور إيلي الهندي ورئيسة مكتب السياسات العامة مايا سكر.

وشكر كوبيتش الوفد على طرح القضية في هذا الوقت بالذات “لتزامنه مع دينامية جديدة في حل الأزمة السورية تتضمن تشكيل اللجنة الدستورية وتطبيق توصيات مؤتمرات آستانة”. وأشار الى ان “موضوع المغيبين والمخفيين قسرا تم التداول به في مجلس الأمن هذا الأسبوع بالذات”، معتبرا” رسالة رئيس حزب “القوات” سمير جعجع الى الموفد الخاص للأمم المتحدة غير بيدرسون اتت في التوقيت المناسب”.

ووعد كوبيتش “بإيصال الرسالة لبيدرسون ورفعها الى كل الجهات المعنية في الأمم المتحدة بما فيها مجلس الأمن ومكتب المفوض السامي لحقوق الانسان على ان يتم متابعة القضية مع اللجنة المعنية في حزب “القوات”.

رسالة جعجع

وجاء في رسالة جعجع المعنونة “كشف مصير اللبنانيين المخفيين قسراً والمعتقلين تعسفاً في سجون النظام السوري”، الآتي:

“في إطار مهمتكم السامية وسعيكم الحثيث لإنهاء النزاع في سورية، وعلى أثر زياراتكم المتعددة سورية من أجل العمل على تشكيل اللجنة الدستورية السورية وإطلاق عملها كمدخل للتسوية ولبلورة نهاية فعلية للصراع المستمرّ في سورية منذ أكثر من ثماني سنوات، وبما أن قرار مجلس الأمن الرقم ٢٢٥٤، والذي يشكل بالنسبة إليكم الأساس السليم لأي حل في سورية، ينص على صياغة دستور جديد لها، كما ينص على إطلاق السجناء السياسيين لدى مختلف الأطراف لاسيما لدى النظام السوري، ويعتبر تحقيق هذه الخطوة من العوامل المهمة لنجاح المرحلة الإنتقالية،

نود بناء على ما تقدم، أن نلفت نظركم إلى قضية تتصل مباشرة بجوهر مهمتكم، وأن نطلب دعمكم ومساعدتكم على حلها، وهي قضية اللبنانيين المخفيين قسراً والمعتقلين تعسفاً في سجون النظام السوري”.

اضاف: “لقد وثقت منظمات المجتمع المدني في لبنان ملفات وحيثيات وبراهين كثيرة ومتنوعة عن مئات من اللبنانيين كانوا في فترة من الفترات معتقلين في سجون النظام السوري ولا يزال مصيرهم مجهولاً بعد سنوات طويلة من الإعتقال والتعذيب. إن حزب القوات اللبنانية، وهو حزب مقاوم لمختلف أنواع السيطرة الخارجية على لبنان إذ يتشرف بأن يعرض على سعادتكم قضية المعتقلين والمفقودين اللبنانيين في السجون السورية، يطالب الأمم المتحدة بالتدخل الملح والعاجل لدى السلطات السورية من أجل كشف مصير المئات منهم بعد سنوات طويلة من الإخفاء القسري. إن هؤلاء قد اعتقلوا على الأراضي اللبنانية والسورية ليس لأسباب جنائية بل لأسباب سياسية تتعلق بانتمائهم السياسي أو الحزبي أو الطائفي وفي نظرتهم إلى الوجود السوري في لبنان واعتبار هذا الوجود احتلالاً لا بدّ من مقاومته” .

“لإقفال جرح ينزف منذ أربعة عقود”

وتابع: “إن هذه القضية المتمادية في الزمن لا تزال تشكّل جرحاً نازفاً في الجسم اللبناني بالنظر إلى الآلام والمآسي الناتجة عنها، إذ لا يزال مصير المئات من اللبنانيين مجهولاً ولا تزال معاناة العائلات والزوجات والأمهات والأبناء مستمرّة وتتفاقم يوماً بعد يوم. لقد حاولت الحكومات اللبنانية المتعاقبة منذ العام ٢٠٠٠ أن تعالج القضية مع الحكومة السورية لكن من دون أي نتيجة، واستمرت السلطات السورية بإنكار وجود أي موقوفين لبنانيين في سجونها. لذلك، وحرصا على حل سليم ومتكامل تعملون عليه، نضع هذه القضية في عهدتكم ونتمنى أن تنال ما تستحق من اهتمامكم وأن تشكل جزءاً من ملف المخفيين قسراً والمعتقلين تعسفاً في سورية، على أن يكون إطلاقهم والكشف عن مصيرهم شرط أساس من شروط المرحلة الإنتقالية بحسب القرارت الدولية والمعاهدات ذات الصلة”.

وختم جعجع رسالته قائلا: “نضع أنفسنا وكل الإمكانات المتوافرة لدى حزب “القوات اللبنانية” ووزرائه ونوابه في تصرفكم للمساهمة في تسهيل حصولكم على الأدلة المتوافرة لدى أهالي المفقودين والجمعيات التي تابعت هذا الملف، وللضغط على القوى المعنية المحلية والعربية والدولية كي يتم إدراج هذا الملف كجزء من مهماتكم وجهودكم التي تلقى لدينا كل التقدير، آملين أن تكلل مساعيكم بالنجاح في وقف هذه الجريمة المتمادية واقفال جرح ينزف منذ اكثر من أربعة عقود. مع خالص الشكر والتقدير لكل الجهود التي تبذلون”.

الحياة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *