بعد إخلاء الولايات المتّحدة الأمريكية أكثر من نصف قواعدها في سوريا خلال العملية العسكرية التركية في شرق الفرات، عادت وانتشرت ببعض القواعد التي أخلتها سيّما في الرقة والحسكة، مع تعزيز قواعدها في المناطق الغنية بالنفط، في ظلّ تسابقٍ محموم للسيطرة على نفط سوريا وإصرار أمريكي على التمسّك به.
وبدأت الولايات المتّحدة إخلاء قواعدها في أثناء العملية العسكرية التركية التي انطلقت في التاسع من الشهر الماضي، وعُلّقت بتوافق أمريكي ـ تركي في السابع عشر من الشهر ذاته.
انتشرت القوات الأمريكية البرية في 22 نقطة داخل سوريا، استخدمتها كقواعد ونقاط عسكرية في حربها ضدّ تنظيم “داعش” إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية (قسد) الذين تحاربهم تركيا.
أرتال أمريكية تمرّ من أمام قوات النظام في الحسكة بسلام
وتتوزّع النقاط التي تضم حوالي ألفي جندي أمريكي على النحو التالي: “خمس قواعد في محافظة الحسكة منتشرة في الرميلان، الوزير، تل بيدرن صوامع صباح الخير، الشدادي، وأربع قواعد في دير الزور منتشرة في مناطق حقل العمر النفطي، حقل كونكو للغاز الطبيعي، وحقلي الجفرة، والتنك للنفط والغاز الطبيعي، وخمس قواعد في الرقة منتشرة في مناطق الطبقة، حاوي الهوا، جزرا، معمل السكر، عين عيسى، وخمس قواعد في عين العرب التابعة لمحافظة حلب منتشرة في مناطق خراب العشق، السبت، الجلبية، مشتى نور، وصرين، أمّا في منبج فقد نشرت الولايات المتّحدة ثلاث قواعد في مناطق السعيدية، الدادات، والصوامع”، بحسب الأناضول.
وإذ انسحبت الولايات المتحدة من 16 قاعدة من أصل 22 خلال العملية التركية ابتداءً بقواعد منبج الثلاث والرقة والحسكة، إلّا أنّها أبقت قواعدها في دير الزور الغنية بالنفط وفي حقول الحسكة وعززتها.
وأعادت القوات الأمريكية تمركزها في 6 قواعد بعد تعليق العملية التركية، باستثناء قواعدها التي أخلتها من منبج حيث دخلتها قوات روسية وأخرى تابعة للنظام السوري.
قواعد جديدة
شرعت الولايات المتّحدة ببناء قاعدتين جديدتين في دير الزور وإرسال تعزيزات إلى تلك المنطقة من ضمنها راجمات صواريخ، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام تركية الأسبوع الماضي.
وفي حين تتوارد الأنباء عن قواعد أمريكية جديدة، تلوّح واشنطن بأنّ ردّها سيكون قاسياً على أي هجوم تتعرّض له قوّاتها في سوريا.
البنتاغون: قواتنا مخوّلة بمواجهة أي قوة تهدد آبار النفط في سوريا
وتتزامن التقارير الإعلامية التي تتحدّث عن قواعد أمريكية جديدة، مع مطالب يقدّمها أبرز حلفاء النظام السوري (روسيا وإيران) تتمحور حول إعادة السيطرة على الحقول النفطية لصالح النظام السوري الذي أعلن بدوره عن إمكانية منح الحقول النفطية في سوريا “للمستثمرين” من أصدقائه بسبب صعوبة إعادة تأهيلها، لكنّ ذلك يصطدم مع تمسّك واشنطن بالنفط السوري.
النظام يهيّئ حقول النفط في الرقة “للمستثمرين”
ترامب يوزّع حصص النفط
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلن في كلمةٍ له عقب مقتل زعيم تنظيم “داعش” أنّه ينوي عقد صفقة مع شركاتٍ لاستثمار النفط السوري، مؤكّداً في الوقت ذاته أهمية النفط لشركاء الولايات المتّحدة الاستراتيجيين في سوريا (الأكراد).
وفي حديثه عن إبقاء قوات أمريكية في سوريا لتأمين النفط للحيلولة دون حصول تنظيم “داعش” عليه، أكّد ترامب: “يجب أن نأخذ حصّتنا”.
وزاد ترامب أنّ الأكراد لا يستطيعون العيش من دون النفط الذي أخذ منهم أيّام تنظيم “داعش”.
بروكار برس