سيطرت قوات النظام السوري بدعمٍ روسي على قرية أم جلال في ريف إدلب الشرقي، لكنها تكبّدت خسائر كبيرة حسب مصادر المعارضة في حين يشهد الريف الإدلبي حملة قصف غير مسبوقة أسفرت عن قتلى وجرحى، وأدّت إلى موجة نزوح جديدة نحو أقصى الشمال السوري المكتظ بالنازحين.
مراسل “بروكار برس” في إدلب، نقل عن مصادر عسكرية تأكيدها سيطرة النظام بعد منتصف ليل الخميس ـ الجمعة على قرية أم جلال.
وأوضح مراسلنا أنّ سيطرة قوات النظام على القرية جاءت بعد تمهيد ناري بري وجوي مكثّف.
وتقع القرية الصغيرة على مقربة من قرية تل الشيخ، حيث يعتمد النظام على
استراتيجية السيطرة على التلول التي تتيح له كشف مناطق واسعة في المنطقة
المنبسطة.
كما سيطرت قوات النظام على قريتين صغيرتين هما الربيعة وخريبة في المنطقة
الواقعة على بعد نحو 10 كيلو متر عن الطريق الدولي (دمشق ـ حلب) شرقاً،
والتي تعدّ خطّاً دفاعياً متقدّماً عن معرّة النعمان.
وقال النقيب المنشق عن قوات النظام سومر هابيل، في تصريحاتٍ سابقة إنّ النظام سيتّبع الاستراتيجية التي اتّبعها في ريف حماة الشمالي الغربي، وهي السيطرة على التلال، وعدم التقدّم باتّجاه الهدف مباشرةً.
وأوضح هابيل لـ بروكار برس أنّ هدف قوات النظام هو السيطرة على معرة
النعمان وسراقب، وتأمين الطريق الدولي حلب ـ دمشق، وحلب ـ اللاذقية (أم 4 و
أم 5)، في حين لم يتقدّم عبر الطريق الدولي باتّجاه المدينتين اللتين من
المتوقّع أن يحاصرهما بالالتفاف من الطريق الشرقي الذي يتقدّم فيه، وهي
ذاتها الاستراتيجية التي اتّبعها للسيطرة على كفرزيتا واللطامنة في ريف
حماة الشمالي.
وتقع قرية أم جلال على بعد 10 كيلومترات شرق الطريق الدولي “أم 5” دمشق –
حلب، وتعدّ خط الدفاع الأول عن مدينة معرة النعمان الواقعة على الطريق
الدولي.
“إدلب المحروقة”
مراسلنا في إدلب أكّد أن القصف الجوي والبري يستهدف يومياً أكثر من 50
قرية في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، بالإضافة إلى قرى ومدن في إدلب أبرزها
معرة النعمان التي يعيش فيها 70 ألف شخصٍ على الأقل قسم كبير منهم نازحون.
وزاد بأنّ النظام وروسيا يتّبعان سياسة “إدلب المحروقة” في إشارةٍ إلى
اعتبارهما إدلب كلّها هدفاً للحملة العسكرية التي يقول محلّلون إنّ عمادها
سياسة الأرض المحروقة.
عشرات القتلى والجرحى
وانتهى يوم أمس الخميس بمقتل 16 مدنياً وإصابة 45 آخرين بقصفٍ للطيران الحربي والمروحي على ريف إدلب، بينهم نساء وأطفال، بحسب ما وثّق الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) الذي استهدفته قوات النظام بغارات مزدوجة في سراقب ومريديخ في أثناء محالوتهم انتشال القتلى والجرحى.
وتكثّف قوات النظام قصفها على معرة النعمان بشكل خاص، حيث قتل فيها 8 مدنيين بينهم 3 أطفال و سيدتان، بالإضافة إلى 16 مصاباً بينهم 3 نساء و 4 أطفال.
موجات نزوح متتالية
وفي ظل القصف العنيف، تستمر موجات النزوح بشكل شبه يومي، وعرض ناشطون
على مواقع التواصل الاجتماعي سيارات ودراجات نارية تسير بسرعة كبيرة على
الطرقات قالوا إنّها باتّجاه المخيمات الغارقة بالطين والتي يعاني قاطنوها
من برد الشتاء.
وقالت الأمم المتّحدة الثلاثاء الماضي إنّ أكثر من 60 ألف شخص اضطروا
للنزوح خلال الأسابيع الأخيرة فقط، بسبب القصف والغارات الجوية على القرى
والبلدات في منطقة إدلب.
وأعربت عن قلقها العميق “على سلامة وحماية أكثر من 3 ملايين مدني في منطقة إدلب، شمال غرب البلاد، أكثر من نصفهم من النازحين داخلياً، في أعقاب التقارير المستمرة عن الغارات الجوية في المنطقة”.