كشف منسقو استجابة سوريا اليوم الجمعة عن نزوح أكثر من 175 ألف مدني من ريف إدلب الجنوبي خلال الفترة الواقعة بين بداية شهر تشرين الثاني وحتى الـ 20 من شهر كانون الأول الجاري.
وأوضح منسقو الاستجابة في بيان لهم اليوم أن 175477 ألف مدني نزحوا من ريف إدلب باتجاه مناطق أكثر أمنناً، بسبب الأعمال العدائية والإرهابية لروسيا وقوات النظام وميليشياته على المنطقة، والقصف العشوائي على الأحياء السكنية واستهداف المنشآت والبنى التحتية مما أدى لسقوط 209 من الضحايا المدنيين بينهم 70 طفلاً.
وقال محمد حلاج مدير فريق منسقو استجابة سوريا لتلفزيون سوريا إن معظم النازحين هم من مدينة معرة النعمان وريفها الشرقي (الدير الشرقي والدير الغربي وتلمنس والحراكي ومعصران وظهرة تلمنس وأبو مكي).
وأضاف حلاج أن معظم النازحين توجهوا باتجاه المناطق الآمنة نسبياً، كمدينة إدلب ومعرة مصرين والمخيمات الحدودية على أوتوستراد باب الهوى، كما ينتشر بعض النازحين على الطرقات القريبة من الحدود التركية.
وأفاد بأن بعض المدنيين نزحوا باتجاه ريف حلب الغربي، وريف حلب الشمالي، حيث وصل لمدينة اعزاز حوالي 350 عائلة، كما وصل بعض النازحين إلى مدن جرابلس وعفرين.
منسقو الاستجابة استنكروا في بيانهم هذا العدوان على المنطقة وطالبوا المنظمات الحقوقية والمحلية ومكاتب الوكالات التابعة للأمم المتحدة بإدانة هذا التصعيد العسكري باعتباره انتهاك للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
كما طالب منسقو الاستجابة من المنظمات الإغاثية بالتحرك العاجل من أجل إنقاذ السكان المحليين في إدلب، وتوفير الاحتياجات اللازمة من غذاء وأدوية وأماكن إيواء آمنة للنازحين، وإيجاد ممرات إنسانية لحركة تنقل المدنيين من المناطق التي تستهدفها قوات النظام وروسيا.

ومن جهة أخرى فيتو روسي صيني يفشل قرار إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا
أفشلت روسيا والصين اليوم الجمعة، قراراً أمميا في مجلس الأمن يهدف إلى تسليم مساعدات إنسانية إلى سوريا عبر الحدود السورية التركية.
واستخدمت روسيا حق النقض الفيتو مجدداً في مجلس الأمن للمرة الرابعة عشرة منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، لمنع تسليم المساعدات الإنسانية لملايين المدنيين السوريين عبر الحدود التركية والعراقية.
وينص مشروع القرار الذي أعدته كل من بلجيكا والكويت وألمانيا على السماح بنقل مساعدات إنسانية عبر الحدود لمدة عام آخر، من نقطتين في تركيا وواحدة من العراق، لكن روسيا أرادت الموافقة على نقطتي العبور التركيتين ولمدة ستة أشهر فقط.
وحصل القرار على موافقة بقية الدول الأعضاء الـ 13 لكن الفيتو الروسي والصيني حال دون مرور القرار.
في ذات السياق فشلت روسيا في الحصول على موافقة مجلس الأمن الدولي اليوم أيضاً، في تمديد ترخيص نقل مساعدات إنسانية من نقطتين في تركيا.
وحصل مشروع القرار الروسي على موافقة خمسة أعضاء ومعارضة ستة بينما امتنعت أربع دول عن التصويت، ويحتاج القرار لموافقة تسعة أعضاء بالمجلس المؤلف من 15، بالإضافة لعدم استخدام حق النقض “الفيتو” من قبل الدول الخمسة دائمة العضوية.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد ناشد على لسان مساعده للشؤون الإنسانية أورسولا مولر مجلس الأمن الدولي، الموافقة على تمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا قبل انتهاء ولايتها، في 10 من كانون الثاني المقبل.
وحذر أعضاء مجلس الأمن من أن الوضع الإنساني للمدنيين في مناطق كثيرة من سوريا بات أسوأ الآن مما كان عليه في أوائل هذا العام.
في السياق وجّه تحالف المنظمات غير الحكومية السورية (SNA) رسالة للمجتمعين في مجلس الأمن، شدد فيها على أن أربعة ملايين مدني في المنطقة، بحاجة ماسة إلى المساعدات، نصفهم لجأ إلى مناطق لا يمكن الوصول إليها إلا عبر الحدود.