محمد بلال العطار
مهما اختلفنا مع ايران أو اتفقنا معها لا بد من الإعتراف بنجاح السياسة الخارجية الإيرانية وينطبق ذلك على خلافاتها السياسية مع الدول أو اتفاقها معها، كما ينطبق نجاحها بالتغلغل في أغلب المجتمعات الإسلامية، ولكن الموضوع الآن يختلف نسبياً فهنا اشكال مع أمريكا الأقوى دبلماسياً وإقتصادياً وعسكرياً وهذا هو الأهمّ الآن، فمن الطبيعي إذاً أن تفكر إيران بتحويل الحرب إلى سياسية أو إقتصادية هروباً من موقف عسكري محسوم النتيجة لأمريكا، ومن المتاح لها سياسياً أن تحرك عملائها في العراق لإتخاذ قرار بالبرلمان العراقي يقضي بطرد الدبلوماسيين الأمريكان وتعتبر هذا نصراً أو تحول الحرب إلى حرب إقتصادية بحيث تحرك عملائها في دول الخليج أو السعودية على وجه التحديد لإفتعال مشاكل وتفجيرات في المناطق التي تكتظ بالمواطنين الأمريكان العاملين في شركات النفط مما يؤدي إلى الإضرار بتلك الشركات أو هروب الأمريكان من المنطقة نتيجة عدم استقرارها أمنياً وفي الحالتين خسارات إقتصادية لأمريكا أو إفتعال أحداث مشابهة وعلى ذات المستوى في دولة أخرى أو في أي منطقة تطالها ايديها، كل ذلك للهروب من أي حل عسكري خاسر وقد يطيح بنظام الملالي عن بكرة أبيه، أما وإن كان لا بد من الحل العسكري فلا أظن أن تقوم ايران بأي عملية عسكرية انطلاقاً من أراضيها ولن تقوم بشنّ حرب مفتوحة مع أمريكا في أي مكان، وكل ما يذاع اليوم من تصريحات إنما هي ضجّة وصخب انفعاليين تخفّ حدتهما مع مرور الزمن، والمرجّح أن تقوم بعملية محدودة خارج أراضيها وعلى جبهاتها المفتوحة وتحت ظل محمور الممانعة مثلاً في إحدى الدول العربية كالعراق وسوريا ولبنان واليمن، تكون فيها أيران المخطط والمحرك والمراقب للتنفيذ، إنما لن تكون أداة التنفيذ المباشرة، فإن تمت العملية بنجاح وآتت أكلها كانت ايران المنتصرة، والقوة الضاربة التي واجهت أمريكا وجعلتها تعاني مرارة الهزيمة ثأراً لسليماني ووووووو وأن فشلت العملية وأرعدت وأزبدت أمريكا تريد الإنتقام فتخنس ايران مقدمة حليفتها التي تمت العملية على أراضيها كمذنبة مهزومة، وتعرض ايران نفسها كوسيط بين الأطراف المختلفة، هذه هي ايران الخبث والدهاء والتقية .