تتوالى الإشارات حول إمكان تطبيع السعودية علاقاتها مع النظام السوري، على غرار دول عربية أخرى أحيت علاقاتها مع دمشق، خلال العامين الأخيرين، بعد إشارة إيجابية أرسلها نظام الأسد لآل سعود.
وبعد زيارات رسمية قام بها مسؤولون في النظام إلى الرياض، قالت صحيفة “الوطن” السورية شبه الرسمية، الثلاثاء، إن “الحكومة السعودية تمد يد المصالحة نحو دمشق” بعد سنوات من القطيعة الرسمية. وكشفت أن مندوب سوريا الدائم في الأمم المتحدة بشار الجعفري، شارك في حفل خاص أقيم على شرف وزير الدولة السعودي فهد بن عبد الله المبارك، تحضيراً لرئاسة السعودية للاجتماع القادم لمجموعة العشرين.


ورغم أن الأنباء حول تحسن العلاقات بين الرياض ودمشق تتواتر منذ نهاية العام 2018، فإن لقاء الجعفري بمسؤولين سعوديين يشكل قفزة في مستوى التقارب بين الجانبين، حيث كانت الأنباء في السابق تشير الى مشاركة مسؤولين سوريين أقل رتبة في مؤتمرات متخصصة تجري في الرياض، أو كانت تأخذ شكل رسائل يقوم بنقلها وسطاء ووكلاء في محاولة لتخفيف الاحتقان الناجم عن سنوات العداء الرسمية.

وأوضحت “الوطن” أن “الجعفري حضر الحفل تلبية لدعوة خاصة كان قد تلقاها من مندوب السعودية في الأمم المتحدة عبد الله بن يحيى المعلمي، وصافح كل من المعلمي والوزير المبارك الجعفري خلال الحفل، ما أثار اهتمام الحاضرين وشكل مفاجأة ودية لهم” بحسب تعبيرها.

وأضافت “عبر المسؤولون السعوديون خلال هذا اللقاء عن قناعتهم بأن ما جرى بين البلدين يجب أن يمر، مشددين على العلاقات الأخوية التي طالما جمعت بين سوريا والسعودية”، وذكرت أن “المسؤولين السعوديين أبلغوا الجعفري بأن ما جرى بين البلدين ليس سوى سحابة صيف ستمر حتماً”.

يأتي ذلك بعد نحو شهر من مشاركة رئيس “اتحاد الصحافيين السوريين” التابع للنظام، موسى عبد النور، في اجتماعات الأمانة العامة التابعة لـ”اتحاد الصحافيين العرب” في الرياض. فيما كان وزير التربية في حكومة النظام، عماد موفق العزب، أول مسؤول سوري يظهر في الرياض، العام الماضي، ما أثار تساؤلات حول تطبيع العلاقات بين الجانبين، بعدما جمدت الرياض العلاقات الدبلوماسية مع حكومة النظام السوري وطردت السفير السوري من الرياض في كانون الثاني/يناير 2012.

وكانت “الوطن” نفسها أشارت في كانون الأول/ديسمبر الماضي، إلى أن افتتاح السفارة السعودية في دمشق “ليس بعيداً”، ولم يصدر أي تعليق سعودي رداً على تلك الأنباء، بخلاف البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية السعودية، في كانون الثاني/يناير 2019، رداً على الأنباء المتداولة حينها بهذا الخصوص، إثر الانفتاح الذي أبدته دول عربية تجاه نظام الأسد نهاية العام 2018.

ورغم ذلك النفي السعودي، تحدثت وسائل إعلام في الأشهر الماضية، أن وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي، حمل رسالة من السعودية إلى دمشق، لدى زيارته دمشق ولقائه رئيس النظام بشار الأسد، كما ذكرت وكالة “سبوتنيك” الروسية، أن مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرينتيف حمل رسالة من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى الأسد، خلال زيارته لدمشق قبل نحو أربعة أشهر.

وكانت العلاقات السعودية مع نظام الأسد، أبرز حلفاء إيران في المنطقة، توصف بالجيدة قبيل اندلاع الثورة العام 2011، ولم تشهد العلاقات الدبلوماسية توتراً بين الطرفين إلا بعد أكثر من 5 أشهر من العنف المتواصل الذي شنه النظام ضد شعبه عقب اندلاع الثورة السورية. ويقول محللون غربيون أن الرياض وعدداً من الدول العربية، وعلى رأسها دولة الامارات باتت تراهن اليوم، على إعادة علاقاتها مع نظام الأسد، في محاولة لإبعاده عن طهران وتقليل النفوذ الإيراني في المنطقة. 

وألمح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى حدود استراتيجية الرياض في سوريا، في حواره مع مجلة ” تايم” الأميركية في آب/أغسطس 2018، وقال فيه إن “بشار باقٍ” في إشارة إلى الرئيس السوري، مضيفاً أن من مصلحة الأسد “ألا يترك الإيرانيين يتصرفون كما يريدون في المنطقة”.

المدن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *