يعود تسارع سيطرة قوّات النظام السوري في شرق إدلب على مزيد من المناطق الخارجة عن سيطرته إلى جملة من الأسباب الداخلية والخارجية، والتي تتداخل مع بعضها أحياناً بشكل مركّب. ويمكن إجمال هذه الأسباب فيما يلي:
• ضعف خطوط الدفاع التي تم إنشاؤها شرق وجنوب إدلب منذ تشكيل حدود التماس في المنطقة في الثلث الأوّل من عام 2018. ويعكس ذلك سوء تقدير وفاعلية الخطط الدفاعية للفصائل المسيطرة على المنطقة.
• استنزاف المقدّرات العسكرية للفصائل المسلحة خلال العمليات القتالية التي جرّت في الحملة العسكرية الثالثة بين شباط/ فبراير وآب/ أغسطس 2019.
• امتناع #هيئة_تحرير_الشام حتى الآن عن إعادة السلاح الثقيل الذي استولت عليه وصادرته خلال المعارك السابقة بين الطرفين، ناهيك عن حالة الضعف والاستنزاف الذي تعرّضت له الفصائل نتيجة لاعتداءات الهيئة عليها.
• امتناع هيئة تحرير الشام عن الزجّ بكامل قوّتها في العمليات القتالية، حيث يبدو أنّها ترى أنّ معركتها الأساسية تتركز في شمال الطريق الدولي بين #حلب و #اللاذقية (M-4).
• شحّ الدعم العسكري الخارجي الذي يتم تقديمه لفصائل المعارضة، مقابل امتلاك قوات النظام لغطاء جوي روسي كامل، ودعم لوجستي كامل من طرف حلفائه.
• الطبيعة الجغرافية السهلية التي تسمح لقوّات النظام السوري بالتقدّم السلس في ظل أفضلية الغطاء الناري الصاروخي والمدفعي والجوي الذي تقدّمه روسيا وإيران.
• غياب المؤشرات حول قدرة أو رغبة تركيا على تقديم تنازلات كبيرة لصالح روسيا والتي قد تتجاوز ملف وقف إطلاق النار في #سورية، ما يعني استمرار خيار الحسم العسكري وعدم إفساح المجال أمام فصائل المعارضة لترتيب صفوفها ودفاعاتها في المناطق السهلية سابقة الذكر.
وحدة التحليل والتفكير – مركز جسور للدراسات