✉
رسالة من حلب
يقول عبد الباري عثمان عضو اتحاد الديمقراطيين السوريين:
وصلتني هذه الرسالة من صديق يقيم في مدينة حلب وطلب مني نشرها على صفحتي لأنه لايستطيع نشرها باسمه لأسباب أمنية معروفة:
” من ترونهم الآن في ساحة سعد الله الجابري ليسوا أكثر من بضع مئات من سكان حلب، وربما هم أقل من رواد سينما الحمراء في أحد عروض أفلامها قبل الثورة..
هؤلاء يا أخوتي السوريين المعذبين والمشردين في البراري والمخيمات، قلة من الشبيحة والنبيحة المشوهين أخلاقياً والمرضى نفسياً، أما غالبيتنا نحن أهل حلب، فندفع ثمن صمودنا وبقاءنا في بيوتنا وأحياءنا، وياله من ثمن لايوصف !! نموت كل يوم ألف مرة، ونخشى حد الفزع من البوح عما يخالجنا من أسى وقهر، فنحن محتلون من أسوأ عصابة في التاريخ، تجثم على أنفاسنا وتُضيق على عيشنا بلا رحمة، كي نترك بلدنا وننضم إلى قوافل المهجرين.
أعذرونا يا أهلنا المظلومين، لأننا مكبلين ومكرهين على الصمت.
سامحونا يا أطفال الخيام، لأننا لا نملك سوى الدعاء لكم بقلوبنا.
ونعلمكم يا أخوة الفؤاد والروح، أن من يفرحون لموتكم وتهجيركم ليسوا منّا، وسيأتي يوم الخلاص مهما فعلوا وأجرموا بحقنا، نعانق فيه بعضنا البعض بشوق الديار لأهلها، ونبلسم جراحنا معاً، لأن حلب وكل سوريا لنا وليست لآل الأسد “