
ياتاجَ رأسي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ بأيِّ دَمــعٍ يتيــمِ الجَفْـــنِ أبكيــــكِ وأيِّ شِـــعرٍ بـــهِ أقضــي مَراثيــــكِ أنـا اليَتيمــانِ لا أهـــلٌ ولا وَطَـــــنٌ وكُـلُّ زادِ الهَـــوى خَبَّــأتُـهُ فيــــكِ لم يبـقَ فـي جُعْبتـي قَوسٌ ولا وَتَــرٌ ولا دِيــارٌ بهـــا قَبْــــرٌ يُـواريـــكِ فمَــنْ تُــراهُ يُـواسِـــيني بفــاجِعتــي ومَـنْ تُــراهُ علـى البَلْـوى يُـواســـيكِ كُـلٌّ ينــوحُ علــى لَيــلاهُ حيـنَ أنـا علـى ليــالٍ فهــل مـابــي يُـوفِّيـــكِ * أوَّاهُ ياعَنَــــدانُ الآهُ تحـــرِقُنــــي لمَّــا أفاضَــتْ بأقــلامـــي مآقيــــكِ أكـادُ أغبِـطُ عَيـنَ الشَّمسِ إن قَبَسَـتْ منـكِ الشُّعاعَ وجـالَــتْ فـي رَوابيــكِ عنــكِ انكفَــأنا بليــلٍ لا صبــاحَ لـــهُ والشَّــامِتـونَ أقامــوا فــي مَغانيـــكِ بالأمـسِ كُنَّـا وصِــرْنا اليـومَ نَحمَــدُهُ كُنَّــا مُـواليــكِ إذ صِـــرْنا مَـواليـــكِ مَـرارةُ اليُتْــمِ لا فـي المَـوتِ نجرَعُهـا فمــا الحَيــاةُ وقــد جُــزَّتْ نَواصيـكِ * ما للمـــآذنِ تبكــي وهــيَ صامِتــةٌ مـن ظُلمَـةِ الأسْـر أم حَنَّـتْ لماضيـكِ أضحَتْ مساجِدُكِ الخمسـونَ خاوِيـةً والبــومُ ينعــبُ فيهــا بعــدَ أهليــكِ فمـا لعَبُّــودَ صَــوتٌ فــوقَ مِئذَنــةٍ ومـا لصَطُّــوفَ دَعــوى فـي مصلِّيـكِ ومـا ليُـوسُـفَ في الجُمْعـاتِ مَوعِظةٌ على المنــابِر يـدعــو اللـــهَ باريــــكِ وســاحـةُ العِـــزِّ لا عِــــزُّ يُكَلِّلُهـــــا تَعْمـى عُيـوني رأتْ فيهـــا أعـاديـــكِ * ياطُهْـرَ مـائِكِ هـل مـازالَ سَـلْسَــلُــهُ ينســابُ عَــذْبـاً زُلالاً مـن سَــواقيــكِ قد دنَّسَــتْـهُ يــدُ الأعـــداءِ آسِـــنـةً فصـار مِلحــاً أُجــاجـاً في خَــوابيـكِ أمَّ الحَـــرائرِ والأحــــرارِ لا تَهِنــــــي فاللـــهُ حَسْـبُـكِ إن تدعــي مُلبِّيـــكِ بيـتَ الضِّيــافَـةِ بنْــتَ الجُـودِ قُبَّتَـــهُ مَهْــدَ الشَّـهادةِ مَـنْ فيهــا يُضـاهيــكِ ياتــاجَ رأســي ومَـولاتــي وسَـيِّدتي بأيِّهـــمْ يــامــلاكَ الــرُّوحِ أدعــــوكِ نعـمْ هُـزِمنـــا وأدَّيْنــــا ضريبَتَهـــا وأيُّ غْــرمٍ وخُسْــــرانٍ يُســـاويــكِ فلْتَغفِــري لنــا ياأُمـــــاهُ خَيْبَتَنــــا كفـى بنــا اليُتْــــمُ يُدمينــا ويُدميـكِ * لقــد غُلبْنـــا علــى أمــرٍ وأرغَمَنـــا قـاداتُ عــارٍ بوَسْــمِ العــارِ سامـــوكِ لو العُــداةُ أتَـــوا بالجِــــنِّ مافتحــوا تلـكَ الفُتـوحــاتِ إلَّا حيــنَ خانــــوكِ قــد كبَّلــوكِ بخِــزْيٍ لا يُبــارِحُهُـــمْ وأســلَمـوكِ وقــد غُلَّــــتْ أيــاديـــكِ لو أنَّهُــم أطلَــقوا لـو طَلْقَــةً كَــذِبـاً كي لا يقــالَ عبيـــدُ المــالِ باعـــوكِ إن كـانَ باعَــكِ تُجَّـــارُ البِـلادِ خَنـــاً فإنَّنـــا بـــدَمِ الأحـــرارِ شَـــاروكِ عمـر محمـد هشُّـوم |