على الرغم من محاولات الاحتواء المتكررة للتوتر من قبلالوجهاء في محافظتي درعا والسويداء، المتجاورتين والواقعتينجنوبي سورية، إلا أن الأمور اتجهت نحو مزيد من التوتر، بعداختطاف مسلحين من السويداء شخصاً من درعا، ليرد مسلحونمن الأخيرة باختطاف حافلة تقلّ مجندين عسكريين.
وقبل يومين، صدر بيان مشترك بين وجهاء المحافظتين، أكدوافيه على “تعزيز روابط العلاقات بين منطقتي سهل حورانوجبل العرب، نصّ على ضرورة إنهاء ملف المخطوفين، وتشكيللجنة مشتركة لمتابعة شؤون المخطوفين، والبحث في ملابسات عملية الاقتتال الذي حصل الأسبوع الماضي قرب بلدة القريا”.
ومنذ صباح يوم أمس السبت، تشهد الحدود الإداريةللمحافظتين توتراً، بعد اختطاف مسلحين من بلدة بصر الحرير،بريف درعا الشرقي، حافلة تقل مجندين في قوات النظام منأبناء محافظة السويداء.
وقال الناشط الإعلامي محمد الحوراني، لـ”العربي الجديد”، إنالخاطفين يقولون إن العملية جاءت رداً على اختطاف أحد أبناءالبلدة من قبل مسلحين في السويداء.
وأضاف الحوراني أن هناك مخاوف من عودة المواجهات إلىالمنطقة بعد انخفاض التوتر، الذي سبقته اشتباكات أدّت إلىمقتل وجرح العشرات من مسلحي “الفرقة الخامسة”المدعومة من روسيا ومسلحين محليين من السويداء.
وكانت الشرطة الروسية قد تدخلت، في وقت سابق، لاحتواءالخلاف الذي حدث بعد اختطاف مسلحين مجهولين، قبل أيام، مدنيين
اثنين ينحدران من ريف درعا، كانا يستقلانمركبة محملة بالأبقار، وفُقدا قرب بلدة القريّا جنوبي السويداء،حيث تبين أنهما تعرضا لعملية خطف على يد عصابة طمعاًبالفدية المالية، وفقاً لشبكة “السويداء 24”.
وحمّلت “حركة رجال الكرامة” في محافظة السويداء روسيامسؤولية اشتباكات بلدة القريا، التي راح ضحيتها 15 شخصاًبين قتيل وجريح.
وقالت الحركة، في بيان الأربعاء، إنّ “الجهة الوحيدة المسؤولةعن مجزرة القريا هي التشكيل التابع للفيلق الخامس فيمحافظة درعا، الذي يقوده أحمد العودة، وهو تشكيل منمرتبات الجيش السوري ويتبع مباشرة للقوات الروسية فيسورية”.
ومنذ بدء الثورة السورية في عام 2011، شهدت درعاوالسويداء حوادث خطف متبادل من قبل عصابات مرتبطةبالنظام، ما يعني أن الأخير لم يكن بعيداً عما يجري، بل إنمصادر محلية تؤكد سعيه إلى إشعال فتيل فتنة طائفية لإحكامسيطرته على المنطقة.
واختار معظم أهل السويداء الحياد خلال الثورة، باستثناءعصابات وجدت في الفوضى سبيلاً لها لتحقيق مكاسب ماديةمن عمليات خطف مدنيين من محافظة درعا.
العربي الجديد