أثار الفيديو التحريضي لأحد عناصر “هيئة تحرير الشام”، يتوعد فيها عناصر من القوات التركية بالذبح، في بلدة النيرب بإدلب، ردود أفعال كبيرة عبر مواقع التواصل التركية، ولدى نشطاء الحراك الشعبي السوري.
وتداول نشطاء سوريون وأتراك يوم أمس، مقطع فيديو لأحد عناصر هيئة تحرير الشام، خلال وقوفهم في وجه القوات التركية في منطقة النيرب بريف إدلب، بدعوى الدفاع عن المعتصمين، يتحدث فيه العنصر الملثم بطريقة تحريضية ويتوعد عناصر القوات التركية من خلفه بالذبح.
أثار الفيديو الذي ترجم للغة التركية عبر نشطاء أتراك، موجة ردود فعل كبيرة تركياً، وأثار حفيظة نشطاء الحراك الشعبي في إدلب، والذي اعتبروه “تصرفات صبيانية” لعناصر الهيئة، تهدد التآخي السوري التركي، وتعطي انطباعاً سلبياً تجاه مواقف الحكومة والشعب التركي المناصر لقضية الشعب السوري.
وجراء ردود الفعل الكبيرة التي أثارها المقطع المتداول، وهو ليس الأول، عمد الذراع الإعلامي لهيئة تحرير الشام ممثلة بوكالة “إباء” لنشر تقرير باللغة التركية فقط، موجه للشعب التركي، حول الفيديو المتداول لتبريره بعملية مراوغة واضحة.
واللافت في التصريح على موقع “إباء” أنه اعتبر أن دماء السوريين والأتراك امتزجت مع بعضها البعض، وأنه لا يمكن التصرف تجاههم هذا الموقف، وأن هذا “الفيديو” مردود عليه وغير مقبول أخلاقياً ودينياً، إلا أنها لم تقر بتبعية العنصر لتشكيلاتها.
وأوضح تقرير “إباء” أن الهيئة بادرت لفتح تحقيق بالموضوع مع الشخص المعني والمجموعة التي كانت برفقته، لمتابعة الأمر، متجاهلة الدليل المصور على ماقاله وظهور الجنود الأتراك خلفه والذي يؤكد توجيه الحديث لهم بشكل صريح.
كما أن تقرير “إباء” قدم حجة للتملص من تبعية العنصر ومسؤوليتها عليه، بأن ضبط منطقة الاعتصام أمر بالغ في الصعوبة، وأن الوافدين للمنطقة هم عسكريين ومدنيين وأن العسكريين يتوجهون من المنطقة إلى مناطق الرباط، في محاولة لتبرير وجود عناصرها في المنطقة.
ولم يكن المشهد – وفق نشطاء – فردياً ولا حادثة عارضة، بل هي سياسة ممنهجة تقوم هيئة تحرير الشام على تدريسها في معاهدها الشرعية، ولطالما شنت حملات البغي ضد فصائل الثورة من الجيش السوري الحر بحجج التعامل مع الغرب وتركيا تحديداً.
وأوضح نشطاء أن هذه التصرفات التي تواصل الهيئة بين الحين والآخر ممارستها، تقوم بها مجموعات وتيارات ضمن الهيئة، لاسيما في الاعتصام الذي تنظمه على الطريق “أم 4” تقود مناطق الشمال السوري مجدداً للتصعيد، وتعطي العدو الروسي حجة لاستئناف القصف، وتستفز الطرف التركي الساعي للتهدئة ووقف شلال الدم.
ويأتي ذلك على خلفية الإشكال الذي وقع يوم الاثنين، بعد أن حاولت القوات التركية من الدرك، بطلب من نقطة متقدمة لعدة خيام للمعتصمين أحدثت مؤخراً على الطريق الدولي “إم 4” في موقع متقدم قريب من نقاط القوات التركية غرب سراقب، بضرورة إنهاء الاعتصام هنا والعودة لموقعه الأساسي في بلدة النيرب.
وذكرت المصادر أن القائمين على الاعتصام “مسؤولين في الهيئة وحكومة الإنقاذ” قاموا مؤخراً بإحداث نقاط اعتصام “خيم” متقدمة على الطريق الدولي ذاته، شرقي موقع الاعتصام الأساسي، بموقع قريب من مكان تسيير الدوريات الروسية التركية.
وأكدت المصادر أن القوات التركية، طلبت تراجع تلك النقاط ولكن القائمين عليها رفضوا، ما اضطرها لتسير قوات الدرك لفضها ودفع المعتصمين للعودة للمكان الأول للاعتصام، إلا أن عناصر هيئة تحرير الشام استنفرت وقامت بإطلاق النار في الهواء فوق القوات التركية.
شبكة شام