فقد بصره وهو طفل صغير، نتيجة خطأ في معالجة رمد عينيه. وعاش عمره ضريراً فاقداً لحاسة البصر، لكن هذا لم يمنعه في أن يكون نجماً عالياً في سماء الأغنية والفن الكُرديين.

يعتبر سعيد كاباري، واحداً من أشهر الفنانين الكُرد، وأحد نجوم الغناء الكُردي في سوريا. شق طريقة بمضمار الفن منذ نحو أربعة عقود تاركاً إرثاً خالداً من الأغاني القومية، والفلكلورية، والشعبية.

ويعد كاباري إحدى القامات الفنية الكردية، المشهورة بأغانيه القومية والفلكلورية والغزلية التي لاقت أصداءً واسعة لدى الكرد في سوريا، وكذلك في إقليم كردستان وبلدان اللجوء والمهجر في أوربا والعالم.

البدايات

ولد الفنان الكُردي سعيد كاباري في 13 نيسان/ أبريل 1956، في قرية خربي كجي الوقعة شرقي مدينة عامودا التابعة لمحافظة الحسكة في سوريا.

بدأت موهبته الفنية في سن مبكرة، حيث بدأ بالغناء وهو في الثامنة من عمره، متأثراً بأمه التي كانت تغني الأغاني الفلكلورية الكُردية، كانا يحفظان الأغاني معاَ.

وعلى الرغم من كونه كفيفاً، انتقل كاباري إلى قرية كرزين المجاورة لقريته، حيث ساهم هناك الشاعر الكردي هادي بهلوي بشكل كبير في تنمية موهبته الغنائية، وتعليمه أساسيات الشعر الغنائي والعزف على آلة الطنبور. وشارك بالغناء والعزف برفقة الكثير من الفنانين الكرد أمثال محمد شيخو، وسعيد يوسف، ومحمود عزيز وغيرهم.

كان لالتقائه بالشاعرين الكرديين المعروفين “سيداي تيريج” و “جكر خوين” أثراً في نبوغ موهبته ودخوله الفعلي في العاشرة من عمره إلى ميدان الفن والأغنية الكردية في مدينتي القامشلي وعامودا.

أول أغنية خاصة له قدمها حينما كان عمره عشر سنوات، وبدأ بعدها يقدم الأغاني القومية، والفلكلورية، والشعبية، في مدينتي عامودا والقامشلي. أما أول أغنية تم تسجيلها في استديو فكانت في العام 1969، أي حينما كان عمره 13 عاماً فقط. وسجلت له هذه الأغنية حضوراً وشهرة على المستوى الشعبي آنذاك.

فقد بصره وهو طفل صغير، نتيجة خطأ في معالجة رمد عينيه. وعاش عمره ضريراً فاقداً لحاسة البصر، لكن هذا لم يمنعه في أن يكون نجماً عالياً في سماء الأغنية والفن الكُرديين.

أول أغنية خاصة له قدمها حينما كان عمره عشر سنوات، وبدأ بعدها يقدم الأغاني القومية، والفلكلورية، والشعبية، في مدينتي عامودا والقامشلي. أما أول أغنية تم تسجيلها في استديو فكانت في العام 1969، أي حينما كان عمره 13 عاماً فقط. وسجلت له هذه الأغنية حضوراً وشهرة على المستوى الشعبي آنذاك.

فقد بصره وهو طفل صغير، نتيجة خطأ في معالجة رمد عينيه. وعاش عمره ضريراً فاقداً لحاسة البصر، لكن هذا لم يمنعه في أن يكون نجماً عالياً في سماء الأغنية والفن الكُرديين.

كان منذ طفولته نشيطا كثير الحركة لا يعرف الهدوء. حتى أن والدته كانت تخاطبه “أنت ضرير ولا تستقر في مكان واحد فوق هذه الارض، فلو كنت بصيرا لخرجت من محيط الكرة الارضية وسكنت في كوكب آخر”.

سعيد كاباري(يكيتي ميديا)

دوره الفني والقومي

حمل سعيد كاباري الفولكلور والتاريخ الكُردي في صدره وقلبه وساهم في حمايته من الضياع. كان يغني ويعزف على آلته الموسيقية. وكانت أغانيه سهلة، سلسة، شفافة، بسيطة، تصل إلى قلوب وعقول الجماهير التي كانت تتابعه بشغف.

تعرض للسجن من قبل السلطات السورية على خلفية تقديمه للأغاني الوطنية الكُردية، التي كان يغنيها، بجرأة، مع عدد من أمثاله الفنانين الذين كان لهم دور كبير في نشر الوعي القومي، ومناوأة دكتاتورية النظام تجاه الكرد، وكذلك لمشاركته الدائمة في احتفالات شعبه الوطنية والقومية.

شارك في ثورة الملا مصطفى البارزاني عام 1975، وانخرط في صفوف البيشمركة رغم عدم قدرته على البصر. ومع ذلك أصر أن يعيش بين البيشمركة في جبال كُردستان.

يعتبر سعيد كاباري ذاكرة مجتمع، ونبض شعب، وصوت قضية، فقد قدّم آلاف القصائد والأغاني الفلكلورية، والألحان الكُردية، التي ساهمت بتكريس مقولة الفن لخدمة قضايا الشعب.

ميزاته الشخصية

كان سعيد كاباري رجلاً صلباً لا تكسره الشدائد، ولا تعثره الخيبات، فولاذي الإرادة، أسطوري الذاكرة، يتعامل مع الأحداث والأشخاص بمرح، وكأنما كان له من اسمه نصيب.

وبالرغم مما يبدو عليه من صلابة، وإصرار على موقفه، واحتكامه إلى الذاكرة لمواجهة خصومه، كان متسامحاً أيضاً.

تزوج سيدة كردية من مدينة مهاباد الكُردية، وهو أب لثمانية أولاد.

الوفاة

توفي سعيد كاباري بعد صراع مع سرطان الرئة في مدينة أربيل في العراق، فجر يوم 4 مايو/ أيار 2020، إذْ نُقل إلى المستشفى قبل نحو 20 يوماً لتلقي العلاج. وكان من المقرر نقله إلى ألمانيا، لكنه فارق الحياة.

تم دفن جثمانه في مقبرة ملا عمر في أربيل بجانب أقاربه بحسب وصيته.

حنان معمو – الأيام السورية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *