قالت مصادر أهلية ل” الأيام” الجمعة 8 أيار/ مايو 2020، إن القوات التركية المتمركزة في محيط إدلب قصفت بالمدفعية، تجمعات قوات النظام في مدينة سراقب.

يأتي ذلك في ظل مواصلة النظام خروقاته المتكررة لوقف إطلاق النار، لا سيما جنوبي إدلب، حيث قتل وأصيب عدد من عناصر قوات النظام السوري الجمعة، إثر استهدافهم من قبل الفصائل المقاتلة بريف إدلبالجنوبي، أثناء محاولتهم التسلل في المنطقة. وذكرت “غرفة عمليات إدلب” أن “مجموعة كاملة من المليشيات الطائفية قتلوا وجرحوا، نتيجة استهدافهم بصاروخ موجه، أثناء محاولتهم التسلل على محور كنصفرة بريف إدلب”.

عودة النازحين

على صعيد آخر، فإن عودة النازحين إلى منازلهم، في أرياف إدلب الجنوبي والشرقي، وحماة الشمالي والغربي، وحلبالجنوبي والغربي، مطلب يُصر النازحون على تنفيذه، بسبب الظروف المأساوية الصعبة التي يعانونها جراء النزوح، وفي ظل نقص المساعدات والخدمات وأبسط مقومات المعيشة، في حين يتوزع الباقون في القرى والبلدات التي لا تزال تحت سيطرة المعارضة وسط وشمالي إدلب.

لكنهم جميعاً باتوا يضغطون باتجاه تطبيق اتفاق سوتشي، وتحقيق عودتهم. وأخذت جهود النازحين والمهجرين في هذا الإطار تتجه نحو التنظيم، لبدأ حراك مدني ضاغط على فصائل المعارضة، ولا سيما الموالية لتركيا، لتحقيقه.

تعزيزات عسكرية لا تتوقف

في مواجهة التعزيزات التركية المستمرة إلى إدلب، يواصل النظام وحلفاؤه كذلك، ولا سيما المليشيات المدعومة من إيران، الزج بمزيد من التعزيزات نحو جبهات معرة النعمان وكفرنبل جنوب إدلب، وسراقب وسط المحافظة، وسط تكهنات بانهيار وقف إطلاق النار واستئناف المعارك عند انتهاء الدول المتنفذة من مواجهة فيروس كورونا ضمن مجتمعاتها.

تركيا والاتفاقات المؤقتة

عسكريا، يرى مراقبون أن الوضع العسكري في إدلبسيتغير تدريجياً، بناء على العديد من المعطيات، وسيتبع ذلك تغيرات على مستويات مختلفة، سياسية وخدمية، فالنقاط العسكرية القديمة داخل المناطق التي سيطر النظام عليها لن يتم سحبها، بل على العكس سيتم تثبيتها.

لا تزال تركيا تنظر إلى اتفاق أستانة، ومن ثم سوتشي، على أنه الاتفاق الأساسي، وبالتالي فإن الاتفاقات الحالية هي مؤقتة، ولهذا لم يتم سحب النقاط القديمة، ما يؤشر على أن كل شيء قابل للاسترداد، على الرغم من ضبابية الخريطة العسكرية، وتركيا تسعى إلى ضبط الفوضى ضمن مناطق نفوذها، من خلال الأجسام العسكرية والأمنية، وفي ظل ضعف الخيارات أمام تركيا من أجل حل الملف الأمني في مناطق عمليتي غصن الزيتون ودرع الفرات، فإنّها قد تبدي موقفاً أكثر حزماً وإصراراً لحل ملف تل رفعت عسكرياً أو دبلوماسياً مع روسيا، لتقويض قدرة الخلايا النائمة في عفرين على تنفيذ عمليات أمنيّة انطلاقاً منها.

الأيام السورية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *