كتب الصحفي السوري “محمد السلوم” من مدينة كفرنبل، معلقاً على ماقال إنها بعض الشائعات والأخبار التي يتم ترويجها مفادها أن “الأسد” غاضب من الجولاني وربما يفكر بالتخلي عنه واستبداله، متسائلاً: “لكن… ماذا لو غضب الجولاني من الأسد؟”.

وقال السلوم في منشور على صفحته الفيسبوكية: “يتشدق البعض اليوم ويروجون لجملة من الشائعات والأخبار المزيفة التي مفادها أن الرئيس الأسد غاضب من الجولاني وربما يفكر بالتخلي عنه واستبداله”، عالج القضية بأسلوب جمع فيه بين الجدية في الطرح والأسلوب الساخر.

وأضاف: “يظن هؤلاء الحمقى أن الجولاني لقمة سائغة ضعيفة، بسبب قصر نظر أصابهم وضحالة في تفكيرهم، وهم لا يعلمون أن الفوائد التي حققها السيد الأسد من الجولاني أكبر بكثير من تلك التي حققها الجولاني من الأسد”.

وقال إنه “عوضاً عن الادعاء بأن الرئيس الأسد غاضب من الجولاني تعالوا معي يا أحبتي لنتخيل الآية معكوسة، بل لنتخيلها كما يجب أن تكون، بالشكل الصحيح، وهو: ماذا لو غضب الجولاني من الأسد… نعم هذه هي الحقيقة”.

وطرح السلوم سلسلة من التساؤلات في منشوره، بالقول: “ماذا لو أفرج الجولاني عن الناشطين المعتقلين في السجون والمراكز الأمنية وكلهم من المعارضين العنيدين الشرسين لنظام الأسد؟، وماذا لو توقف الجولاني عن تطفيش المقاتلين الشرفاء والناشطين المتبقين في إدلب؟، وماذا لو أن الجولاني لم يفكك ويقضي على عشرات تنظيمات الجيش الحر والفصائل الثورية؟ أين كنا سنجد الأسد اليوم؟”.

وزاد تساؤلاته: “ماذا لو أقفل الجولاني المعابر الحدودية مع الأسد ومنع عنه إمدادات المواد الغذائية والإسمنت والسكر ومواد البناء؟، وماذا لو توقف الجولاني عن قمع المدنيين في مناطقه وسمح لهم بالتظاهر والاحتجاج كما يريدون؟، وماذا لو سمح الجولاني للصحفيين الأجانب ووكالات الأنباء العالمية المستقلة بالدخول إلى إدلب؟”<.

كذلك أضاف: “ماذا لو منع الجولاني نقل الدولارات إلى مناطق الأسد؟، وماذا لو منع الجولاني ظهور المجاهدين الأجانب على وسائل الإعلام وجعل أبناء إدلب يتحدثون باسمها؟، وماذا لو توقف الجولاني عن فك محطة زيزون وتوقفت شحنات نقل الحديد إلى معمل حماة في مناطق الأسد؟، وماذا لو أمر الجولاني رجاله بإيقاف التهديدات الطائفية والتكفيرية؟”.

ومن التساؤلات التي طرحها السلوم أيضاَ: “ماذا لو أوقف الجولاني رجاله عن ممارسة عمليات الخطف مقابل الفدية والابتزاز وأصبحت إدلب جنة أمن وأمان؟، وماذا لو توقف الجولاني عن تشليح المنظمات الإغاثية نصيباً مفروضاً من المواد الإغاثية؟، وماذا لو توقف الجولاني عن تقديم مئات الشبان الخواريف للذبح في المعارك مع الفصائل؟، وماذا لو توقف الجولاني عن اعتقال المرحلين من تركيا عبر معبر باب الهوى؟، وماذا لو توقف الجولاني عن فك محولات الكهرباء وكابلات التوتر العالي؟”.

ولفت إلى أنه يمكن الاستمرار إلى ما لا نهاية في ذكر الأمور التي لو قام بها الجولاني لكان الأسد أكبر الخاسرين، مستدركاً بالقول: فأين الأسد من الجولاني؟ ومن الذي سمح للأسد بالانتصار على الإرهاب وقمع الثورة غير الجولاني؟ ومن الذين سمح للأسد بالانتصار على المؤامرة غير الجولاني؟.

وأكد ساخراً: “لدى الأسد إنجاز واحد فقط هو البطاقة الذكية التي يحرك بها شعبه كالجزرة، ولكن لدى الجولاني آلاف البهائم الذين يتحركون بإشارة من إصبعه بدون جزرة… ولهذا على الأسد أن يفكر جيداً قبل الإقدام على أية مغامرة حمقاء غير محسوبة النتائج!”.

وفي 12 أب من العام الماضي، أعلن الصحفي السوري “محمد السلوم”، استشهاد شقيقه “سامر السلوم” في معتقلات هيئة تحرير الشام، بعد قرابة عام ونصف على اعتقاله في سجن العقاب، وكانت أكدت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” أن حالة الناشط سامر السلوم تُشكِّل واحدة من عشرات الحالات التي قامت هيئة تحرير الشام بإخفائها قسرياً ثم قتل صاحبها دون إعلام أهله أو أقربائه، ويأتي ذلك ضمن سياسة انتهاك أبسط مبادئ حقوق الإنسان بهدف إرهاب المجتمع الخاضع لسيطرتها.

شبكة شام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *